الجمعة، 20 يناير 2012

الكافيين.. جيد للدماغ ولكن هل هو سيئ لباقي أجزاء الجسم؟

القهوة.. فوائدها وأضرارها وتأثيراتها على مختلف الأمراض


* الكافيين هو أكثر العقاقير «المنشطة للعقل» (psychoactive drugs) الشائعة الاستهلاك حول العالم، وقد تتشابه بعض تأثيراته السلوكية (مثل الإثارة الجنسية) بتلك التي يولدها تناول الكوكايين، وأدوية الأمفيتامين والمنشطات الأخرى.

ويشكل استهلاك القهوة 75% من حصة تناول الكافيين في الولايات المتحدة، إلا أن هذه النسبة يمكن أن تتغير مع تزايد توجه الشباب لتناول مشروبات الطاقة.

ويختلف تركيز الكافيين في القهوة بشكل كبير وفقا لأنواع حبوبها، وكيفية تحميصها وعوامل أخرى. ويبلغ تركيزه 100 مليغرام في قدح يحتوي على 8 أونصات من القهوة (237 مليلترا تقريبا). ويحتوي الشاي على نصف ما تحتوي عليه القهوة من الكافيين. أما القهوة منزوعة الكافيين فتحتوي على 2 إلى 4 ملغم من الكافيين في نفس القدح المذكور.

وتبلغ كمية الكافيين القاتلة 10 غرامات، أي ما يساوي تناول 100 من أقداح القهوة. ويمتص الكافيين في المعدة وفي الأمعاء ثم ينتقل إلى كل أجزاء الجسم ومنها الدماغ. وتصل كميته الموجودة في الدم إلى ذروتها بعد 30 إلى 45 دقيقة من تناوله، لتضمحل تقريبا بعد مرور 8 إلى 10 ساعات. وتقل مستوياته في الدم خلال فترة وجوده في الجسم عند تمثيل الكبد له.

وتسرع السجائر والماريغوانا عملية التمثيل الغذائي (أيض) الكافيين، الأمر الذي يقلل من الفترة التي يوجد فيها داخل الجسم. أما حبوب منع الحمل فإنها تبطئ هذه العملية، أي أن لها تأثيرا معاكسا. وقد تعرف الباحثون على الجينات التي تؤثر على الخطر الطبيعي لعملية التمثيل الغذائي للكافيين، الأمر الذي قد يفسر لماذا يكون بعض الناس حساسين بشكل خاص من تناوله مقارنة بالآخرين.

* استهداف الدماغ. قد يستهدف الكافيين عدة مواقع داخل الدماغ، إلا أن أهمها كما يبدو هو مستقبلات الأدينوسين (adenosine). والأدينوسين هو مادة كيميائية في الدماغ تخمد نشاط الدماغ. وباستهدافه لتلك المستقبلات فإن الكافيين يشغل سلسلة من العمليات التي تؤثر على نشاط الدوبامين (dopamine)، وهو مادة كيميائية مهمة أخرى في الدماغ، وكذلك أجزاؤه المسؤولة عن الإثارة الجنسية، والسرور، والتفكير. ويمتلك جزء الدماغ المسمى «striatum» الذي يتضرر أثناء الإصابة بمرض باركنسون، الكثير من مستقبلات الأدينوسين. وبالتصاق الكافيين بها فإنه يمنح الإنسان خصائص وقائية من هذا المرض.

* أما خارج الدماغ فيمكن للكافيين التحول إلى مادة معززة للأداء، محفزا على تقوية وانقباض العضلات، ومخففا لبعض المجهود الجسدي والنفسي. إلا أن الكافيين يتسم، وخصوصا على المدى القصير، بتأثيراته السلبية التي تشمل زيادة ضغط الدم، وزيادة تصلب الشرايين، وزيادة مستويات الهوموسيستين، والأنسولين، وربما الكولسترول. وقد تؤدي عادة استهلاك الكافيين إلى تقليل هذه التأثيرات السيئة. وفي بعض الأمراض قد تقدم القهوة الفوائد الصحية رغم التأثيرات السيئة للكافيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق