إذا تحولت الزوجة صاحبة الكلمة والرأي الي زوجة مطيعة مستسلمة بصورة مبالغ فيها فيجب علي الزوجة الانتباه جيدا, فربما يكون هذا ضوء أحمر ينذر بهبوب عاصفة تطيح باستقرار الأسرة..
وعادة يصاحب هذه الشخصية الاعتمادية أعراض نفسية جسمانية تظهر في شكل صداع وارتفاع في ضغط الدم او إرهاق او متاعب بالمعدة وتقل علاقاتها الاجتماعية. والغريب أنها مع كل ذلك تعمل بنجاح وإن كانت لا تعمل بكل طاقتها وتؤدي أدوارها ولكن بنوع من الخمول وعدم البهجة.
وعادة عندما يجد الزوج, زوجته علي هذا النحو من الطاعة والاستسلام يشعر بالرضا تجاه زوجته التي تحولت الي هذه الصورة المبهرة ويشعر بالأمان وبأنه إمتلكها ولم يعد هناك مبرر للعمل علي إسعادها كما كان يفعل في بداية الزواج الأمر الذي يزيد من إحساس الزوجة بالمرارة وتبدأ معاناتها الصحية من أمراض نفس- جسمانية وهذا هو الضوء الأحمر الذي يجب الانتباه اليه وإعادة النظر في العلاقات, فالزوجة التي جاهدت نفسها حتي وصلت الي حالة الاستكانة والاستسلام لإرضائه لا تزال تشعر بعدم الأمان فتبدأ في التمرد فتتحول من شخصية اعتمادية الي شخصية سلبية عدوانية وتتبدل مشاعر المودة والرحمة الي كره غير واضح, لأنها لا تستطيع التعبير عنه بلسانها فتبدأ برؤية كل شي مخالف لما تريده وتتوقف عند كل تصرف وتثير المشاكل عند كل موقف, وحتي عندما يراجع الزوج نفسه ويحاول إرضاءها لا تقبل منه شيئا فهي لم تعد تري معني ولا قيمة لشيء.. تشعر بأنها غريبة في أسرتها ليس لها دور واضح.. وهنا يكون العلاج صعبا لأنه كان يجب ان يبدأ مع ظهور سمات الشخصية الاعتمادية كما تقول د. هبة عيسوي ـ لذا يحتاج الأمر الي وقفة مع النفس وإصلاح الأمر وإشعار الزوجة بالأمان, وان كان الكثيرون يرون أن الزوجين وصلا الي نقطة اللا عودة الا أن الحل هو البدء بالعلاج المعرفي أي تذكر الإيجابيات وإبرازها وعلاج المتاعب النفس- جسمانية وعلي الزوج أن تكون لديه رغبة حقيقية في الإصلاح كشرط أساسي لنجاح العلاج, فالوصول الي هذه المرحلة لم يحدث فجأة وكما استغرق حدوثه وقتا طويلا فإن علاجه ايضا يحتاج بعض الوقت.
المصدر:الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق